الأرابيسك جوهرة الفن الإسلامي عبر التاريخ
كان يُعرف باسم التزويق أو الزخرفة العربية ، أو الفن العربي. ويعتبر هذا النوع من الفن عبارة عن أنماط خطية إيقاعية ونماذج هندسية معقدة لتزيين الزخارف المتداخلة والمتقاطعة، وغالبًا ما تكون أشكالًا لزهورٍ أو ثمارٍ أو أوراق أشجارٍ. ويعتمد فن الارابيسك على التكراريات وعلى الخشب والصدف والمعادن مثل النحاس والذهب كخامات.
وقد انتشرت في الأثاث والديكور المنزلي. الارابيسك يعتبر عنصر من عناصر الفن الإسلامي التراثي، والذي عادة ما يوجد كديكور لجدران وأركان المسجد. يستند اختيار الأشكال الهندسية التي سوف تستخدم، وكيفية استخدامه إلى نظرة الإسلام للعالم وامتداده.
بالرغم من جمال الفن وأناقته، فإنه في طريقه إلى الاندثار الكامل. ولكن هناك خطوات جادة لإحيائه وتجديده بأشكال حديثة لإضافته إلى ديكور المنزل والهدايا التذكارية، وذلك ليعود بشكل جديد مرة أخرى في استخدامات متنوعة داخل المجتمع، وذلك مثل متجر ( زركشات الفن ).
وقد زينت أعمال الأرابيسك القصور والمساجد والبيوت بأشغالها الرائعة التي تتميز بالدقة والجمال. يتميز فن الأرابيسك بخلوه من الرسوم الحية الخاصة بالبشر والحيوانات، ويتميز بكثرة الأشكال الزخرفية والخطوط والحفر، بالإضافة إلى رسومات النباتات.

بداية فن الارابيسك:
فن الأرابيسك هو واحد من أهم الفنون التي تميزت بها الحضارة العربية الإسلامية، وأصله يعود إلى أكثر من ألف عام. بدأ ظهور فن الأرابيسك من خلال امتزاج الحضارة العربية وتطورها في العصر الإسلامي الذهبي مع الشعوب الأخرى، وكان الأندلسيون هم المطورون الأساسيين لهذا الفن.
كانت هذه الصناعة في الأصل متخصصة في الجانب المعماري وقد دخلت أحيانًا في ديكور المنزل والأثاث المنزلي. ولكن برزت بشكل أكبر خلال الخلافة العثمانية حيث اهتموا بتزيين المنازل والقصور، وازدهرت هذه المهنة في القرن الثامن والتاسع عشر.
وقد استخدمت الشعوب المختلفة في جميع أنحاء العالم وبدرجات متفاوتة من التعقيد الارابيسك، ومنهم الهنود والصينيون والمكسيكيون القدامى وغيرهم. وذلك في مبانيهم وقد كان غالبًا ما يحمل جانبًا رمزيًا لبعض المعاني الدينية كالخلود، والكمال المُطلف وغيرها من المعاني.

الارابيسك في التاريخ الإسلامي:
نظرًا لأن الأرابيسك قد نشأ في أحضان الحضارة الإسلامية العريقة، فإن العرب لعبوا دورًا مهما في هذا المجال وأصبحوا خبراء فيه، فإزدهرت في مصر وبلاد الشام، وقد كان يُستخدم تقريبًا في كل شيء لتجميل مدن وأحياء بأكملها بجدرانها وشوارعها ومساجدها، بالإضافة إلى التحف الفريدة من الأعمدة والتيجان ومنابر المساجد والمشربيات والأبواب.
وتخصصت في تلك الأعمال مدن وأحياء بكاملها شكلت ما يشبه ورش العمل الفني أو المدارس التعليمية لهذا الفن، الذى بدأ في الاندثار منذ أكثر من نصف قرن. وبالإضافة إلى الفنانيين العرب، برز أيضًا في هذا الفن العنصر السلجوقي، فظهر ما يُعرف بالفن السلجوقي، إلا أنه كان أيضًا في المنطقة العربية.
في العهد العثماني انتشر انتشارًا غير مسبوق في تاريخ المنطقة، ، يُقال إن حرفيي وفناني الأرابيسك العرب في مصر وبلاد الشام انتقلوا إلى إسطنبول في القرن التاسع عشر لتزيين قصور السلاطين العثمانيين، وذلك بسبب اهتمام الأثرياء والسلاطين العثمانيين بإضفاء التفرد على قصورهم ومنازلهم، وقد شهدت المنطقة العربية والإسلامية آنذاك مظاهر عديدة من التطور الثقافي والاجتماعي والفني خصوصا فن “الارابيسك”. وغلبت على معظم الأعمال الفنية الطابع الزخرفي.

أشكال الأرابيسك:
انتشر “فن الأرابيسك” في كل نواحي المجتمع تقريبًا، فلم يقتصر فقط على الأثاث بطرزه الإسلامية المختلفة الأشكال والاستخدامات فحسب، بل استخدم أيضًا في المعمار الخاص بالمساجد والقصور وجدران المدن وأسوار القلاع، وغيرها من الاستخدامات. بل وانتقل إلى أواني الطعام، وجدران القصور الكاملة، والأعمدة والمنابر، والمآذن العالية، بالإضافة إلى المشربيات والنوافذ والأبواب، إلا أن الاستخدام الأمثل للأرابيسك كان في الأثاث والديكور المنزلي والهدايا التذكارية.
وتضفى الألوان العديدة التي يستخدمها “فن الارابيسك” سحرًا خاصا يميزه عن غيره من الفنون السائدة، وتُميز هذه الأشكال جماليات الزخرفة والخطوط المكررة، والرسوم الرشيقة والفطرية، وذلك لكون فن الارابيسك يشمل فنونا مساندة كالحفر والزخرفة والخط والرسم والتعشيق والنقش والتطعيم.
الأدوات المستخدمة في فن الأرابيسك:
الخشب, مطرقة, انبوس و عاج, ألباغ, مواد الطلاء والتشطيب, ورق زجاج, ورقة رسم, إزميل الخراط, منقار, متر وغيرها من الأدوات التقليدية التي قد يكون قد عفا عليها الزمن نسبيًا وطغت عليها الأدوات الحديثة.